السبت، 9 أغسطس 2008

لكن هو الدهر فالقَيه على حذر

كان الوزير القاسم بن عبيد الله، المتوفى سنة 258 عن 33 سنة، وهو من الكتاب الشعراء، قد تقدم عند وفاة المعتضد بالله سنة 289 إلى صاحب الشرطة مؤنس الخادم أن يوجه إلى عبد الله بن المعتز، وقصي بن المؤيد بالله، وعبد العزيز بن المعتمد، فيحبسهم في دار، ففعل ذلك، وقد حبسهم لأنهم من أبناء الخلفاء المؤهلين للحكم، فكانوا محبّسين خائفين، وكان المكتفي بالله وليُّ عهد المعتضد في الرقة عند وفاة المعتضد، فقام له القاسم بأعباء الخلافة وعقد البيعة له، ولما قدم المكتفي بغداد عُرِّفَ خبرَهم، فأمر بإطلاقهم، ووصل كل واحد منهم بألف دينار.

قال عبد الله بن المعتز: سهرت ليلة دخل في صبيحتها المكتفي إلى بغداد، فلم أنم خوفاً على نفسي وقلقاً بوروده، فمرت بي في السَحَر طيرٌ فصاحت، فتمنيت أن أكون مخلّىً مثلها، لما يجرى عليّ من النكبات، ثم فكرت في نِعَم الله عليّ، وما خاره لي من الإسلام والقُربة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أؤمله من البقاء الدائم في الآخرة، فقلت في الحال:

يا نفس صبراً لعل الخير عقباك *** خانتك من بعد طول الأمن دنياك
مرت بنا سَحَراً طيرٌ فقلت لها *** طوباك يا ليتني إياك طوباك
لكن هو الدهر فالقَيه على حذر *** فرب مثلك تنزو بين أشراك

ليست هناك تعليقات:

 
log analyzer