الاثنين، 18 أغسطس 2008

لو ترى الموت يشترى

لما أفضت الخلافة إلى المتوكل جعفر بن المعتصم بن الرشيد، أهدى إليه عبد الله بن طاهر من خراسان، هدية جليلة فيها جوارٍ، فيهن جارية يقال لها محبوبة، قد نشأت بالطائف، وبرعت في الأدب، وأجادت قول الشعر، وحذِقت الغناء، وقرُبت من قلب المتوكل وغلبت عليه، فكانت لا تفارق مجلسه، وزادت حظوة عنده، حتى كان من أمره ما كان وقُتِلَ سنة 247 وله 41 سنة ، فتفرق جواريه، وصارت محبوبة إلى وصيف الكبير، فما زالت حزينة باكية، فدعاها يوماً وأمرها أن تغني، فاستعفَتهُ فلم يقبل، وجيء بعود فوضع في حجرها، فغنت:


أي عيشٍ يَلَذُ لي * لا أرى فيه جعفرا
كلُ من كان في ضَنـّى * وسَقام فقد برا
غيرَ محبوبةَ التي * لو ترى الموت يُشترى
لاشترته بما حوته * يداها لتقبرا


ولبست السواد والصوف، وما زالت تبكيه وترثيه حتى ماتت رحمها اللّه تعالى.

ليست هناك تعليقات:

 
log analyzer