الأحد، 17 أغسطس 2008

نور الدين الشهيد

ولد الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي في حلب عام 511، وانتقلت إليه إمارتها بعد وفاة أبيه عام 541، وامتدت سلطته في الممالك الإسلامية حتى شملت جميع سورية الشرقية وقسماً من سورية الغربية، والموصل وديار بكر والجزيرة، ومصر وبعض بلاد المغرب، وجانبا من اليمن، وخُطِبَ له بالحرمين.

كان معتنيا بمصالح رعيته، مداوما للجهاد، يباشر القتال بنفسه، وهو الذى حصّن قلاع الشام وبنى الأسوار على مدنها، وبنى مدارس كثيرة منها العادلية أتمها بعده العادل أخو صلاح الدين، ودار الحديث، وكلتاهما في دمشق، وهو أول من بنى دارا للحديث، وبنى الجامع النوري بالموصل، والخانات في الطرق.

كان متواضعا مهيبا وقورا، مكْرِما للعلماء، ينهض للقائهم، ويؤنسهم ولا يرد لهم قولا، عارفاً بالفقه على مذهب أبي حنيفة، ولا تعصب عنده. وسمع الحديث بحلب ودمشق ورواه، وكان يجلس في كل أسبوع أربعة أيام، يحضُرُ الفقهاء عنده، ويأمر بإزالة الحجاب حتى يصل إليه من يشاء، ويسأل الفقهاء عما يشكل عليه، ووقف كتبا كثيرة.

وكان يتمنى أن يموت شهيدا، فمات رحمه الله بعلة (الخوانيق) في قلعة دمشق سنة 569، فقيل له الشهيد وقبره في المدرسة النورية وكان قد بناها للأحناف بدمشق.

ليست هناك تعليقات:

 
log analyzer