السبت، 26 أبريل 2008

لئلا يعتادوا من الصغر سفك الدم

وفي تاسع ربيع الأول 587 بلغ السلطان صلاح الدين الأيوبي أن العدو يخرج منه طائفة للاحتشاش - أي جمع الحشيش - فأمر أخاه الملك العادل أن يكمن بالعسكر خلف التل الذي كانت فيه الوقعة المعروفة به، وسار هو فكمن وراء تل العياضية ومعه من أولاده الصغار والقاضي الفاضل، ونذر الفرنج – أي جاء من أنذرهم - فلم يخرج منهم أحد.

ووصل في أثناء ذلك اليوم خمسة وأربعون أسيرا من الفرنج أخذوا في بيروت، فيهم شيخ كبير هرم لم يبق في فمه ضرس، ولم يبق فيه قوة إلا مقدار ما يتحرك فسأله السلطان عن مجيئه، فقال: للحج إلى قمامة – أي كنيسة القيامة - وبيني وبين بلادي مسيرة أشهر، فَرَقَ له صلاح الدين وأطلقه، وأعاده إلى العدو راكبا على فرس، وطلب أولاد السلطان الصغار أن يأذن لهم في قتل أسير، فلم يأذن وسئل عن ذلك فقال: لئلا يعتادوا من الصغر سفك الدم ويهون عليهم.

ليست هناك تعليقات:

 
log analyzer