الخميس، 17 أبريل 2008

حاجة الإمام محمد بن جرير الطبري إلى الخليفة

قال الخليفة المكتفي لوزيره العباس بن الحسن: إني أريد أن أقف وقفا يجمع أقاويل العلماء في صحته ويسلم من الخلاف. فأحضر محمد بن جرير الطبري وأجلس في دار يسمع فيها المكتفي كلامه، وخوطب في أمر الوقف، فأملى عليهم كتابا لذلك على ما أراده الخليفة، فلما فرغ وعزم على الانصراف، أخرجت له جائزة حسنة، فأبى أن يقبلها، فحرص به صافي الحرمي وابن الحواري لأنهما كانا حاضرين المجلس - وبينه وبين المكتفي ستر - وعاتباه على ردها، فلم يكن فيه حيلة.

فقيل له: مَن وَصَلَ إلى الموضع الذي وصلت إليه، لم يَحسُن أن ينصرف إلا بجائزة أو قضاء حاجة، فقال: أما قضاء حاجة فأنا أسأل. فقيل له: قل ما تشاء، فقال: يتقدمُ أمير المؤمنين - أي يأمر - إلى أصحاب الشُرَط – أي الشرطة - بمنع السّؤال – أي الشحاذين - من دخول المسجد يوم الجمعة إلى أن تنقضي الخطبة. فتقدم الخليفة بذلك وعظم في نفوسهم.

ليست هناك تعليقات:

 
log analyzer