الاثنين، 30 يونيو 2008

ما أنت والاعتراض على الشيخ؟

لما دخل الأمير أحمد بن طولون – المتوفى سنة 270 عن خمسين سنة - دمشق وقع فيها حريق عند كنيسة مريم، فركب إليه أحمد بن طولون ومعه أبو زرعة الدمشقي عبد الرحمن بن عمرو المتوفى سنة 280، وأبو عبد الله أحمد بن محمد الواسطي كاتب ابن طولون ينظرون إلى الحريق، فالتفت أحمد بن طولون إلى أبي زرعة، فقال: ما يسمى هذا الموضع؟ فقال له أبو زرعة: يقال له كنيسة مريم. فقال أبو عبد الله: وكان لمريم كنيسة؟ فقال أبو زرعة: إنها ليست مريم بنت عمران أم عيسى وإنما بنى النصارى هذه الكنيسة فسموها باسمها.

فقال أحمد بن طولون لأبي عبد الله الواسطي: ما أنت والاعتراض على الشيخ؟ ثم أمر بسبعين ألف دينار تخرج من ماله وتعطى كل من احترق له شيء، ويُقبل قوله ولا يُستحلف عليه. فأُعطوا وفَضَلَ من المال أربعةُ عشر ألف دينار، وكان يجري ذلك على يد أبي عبد الله الواسطي، فراجع أبو عبد الله الأمير ابن طولون فيما بقي من المال، فأمر أن يُفرق على أصحاب الحريق على قدر شهامتهم، ولا يرد إلى بيت المال منه شيء.

ليست هناك تعليقات:

 
log analyzer