الأربعاء، 11 يونيو 2008

وأرى هذا ما يبالي

حدث مفضل بن مهلهل قال: خرجت حاجاً مع سفيان فلما صرنا إلى مكة وافقنا الأوزاعي بها فاجتمعنا في دارنا والأوزاعي - ولد سنة 88 وتوفي سنة 147 - وسفيان الثوري – ولد سنة 97 وتوفي سنة 161 - قال: وكان على الموسم - أي إمارة الحج - عبد الصمد بن علي الهاشمي - عم الخليفة المنصور وعامله على الحجاز، ولد سنة 104 وتوفي سنة 185 - فدق داقٌّ الباب، قلنا: من هذا؟ قال: الأمير، فقام الثوري فدخل المخرج وقام الأوزاعي فتلقاه فقال له عبد الصمد بن علي: من أنت أيها الشيخ؟ قال: أنا أبو عمرو الأوزاعي، قال: حياك الله بالسلام أما أن كتبك كانت تأتينا فكنا نقضي حوائجك، ما فعل سفيان الثوري؟ قال: دخل المخرج، فدخل الأوزاعي في أثره فقال: إن هذا الرجل ما قصد إلا قصدك قال: فخرج سفيان مقطباً فقال: سلام عليكم كيف أنتم؟ فقال له عبد الصمد بن علي: يا أبا عبد الله أتيتك أكتب هذه المناسك عنك، قال له سفيان: ألا أدلك على ما هو أنفع لك قال: وما هو؟ قال: تدع ما أنت فيه، قال: كيف أصنع بأمير المؤمنين أبي جعفر قال: إن أردت الله كفاك الله أبا جعفر.

فقال الأوزاعي لسفيان الثوري بعد أن انصرف عبد الصمد: يا أبا عبد الله إن هؤلاء قريش وليس يرضون منا إلا بالإعظام لهم، فقال: له يا أبا عمرو إنا ليس نقدر نضربهم فإنما نؤدبهم بمثل هذا الذي ترى. قال المفضل: فالتفت إليّ الأوزاعي فقال: لي قم بنا من ههنا فإني لا آمن أن يبعث هذا من يضع في رقابنا حبالاً، وأرى هذا ما يبالي.

ليست هناك تعليقات:

 
log analyzer