السبت، 7 يونيو 2008

تأخذ معانيَّ التي قد عنيت بها

غضب الشاعر بشار بن برد المتوفى سنة 167 على الشاعر سَلَم الخاسر المتوفى سنة 186، وكان سلم من تلامذته ورواته فاستشفع عليه بجماعة من إخوانه فأتوه فقالوا: جئناك في حاجة فقال: كل حاجة لكم مقضية إلا سلماً، قالوا: ما جئناك إلا في سلم، ولا بد من أن ترضى عنه، قال: فأين هو؟ قالوا: ها هو ذا. فقام سلم يقبل رأسه ويديه وقال: يا أبا معاذ خريجك وأديبك، فقال بشار: فمن الذي يقول؟

من راقب الناس لم يظفر بحاجته ... وفاز بالطيبات الفاتك اللهج

قال: أنت يا أبا معاذ جعلني الله فداك، قال: فمن الذي يقول؟

من راقب الناس مات هماً ... وفاز باللذة الجسور

قال: خريجك يقول ذلك قال: فتأخذ معانيَّ التي قد عنيت بها وتعبت فيها وفي استنباطها فتكسوها ألفاظاً أخف من ألفاظي حتى يروى ما تقول ويذهب شعري لا أرضى عنك أبداً! فما زال يتضرع إليه ويشفّع له القوم حتى رضي عنه.

ليست هناك تعليقات:

 
log analyzer