الاثنين، 23 يونيو 2008

أم المقتدر بالله العباسي

السيدة أم المقتدر بالله العباسي: اسمها شغب، كانت من جواري المعتضد بالله أبي جعفر، واعتقها وتزوجها. ولما آلت الخلافة إلى ابنها المقتدر سنة 295 ه‍، وعمره ثلاث عشرة سنة، قامت بتوجيهه، وكانت مدبرة حازمة، واستولت على أمور الخلافة. وأمرت سنة 306 ه‍ قهرمانة لها اسمها (ثمل) أن تجلس للنظر في عرائض الناس، يوما في كل جمعة، فكانت تجلس ويحضر الفقهاء والقضاة والاعيان وتبرز التواقيع، وعليها خطها. ولما ثار عبد الله بن حمدان على المقتدر، وناصره بعض رجال المقتدر، وخلعوه سنة 317 استتر عند أمه، وكان لها ستمائة ألف دينار في الرصافة، فأُخذت. ثم لم تلبث أن عادت إلى تدبير الشؤون بعد قمع الثورة في السنة نفسها، وقويت القرامطة وقتلوا الخلق العظيم بالعراق والجزيرة والشام، وأم المقتدر تطوي عن ابنها الاخبار من الرزايا والفجائع، وتقول: إظهارها يؤلم قلبه! فأدى ذلك إلى غاية الفساد. وظلت متنفذة إلى أن قتل ابنها المقتدر سنة 320.

وولي بعده القاهر فضربها وعذبها، ثم نقلها الحاجب علي بن بليق، إلى داره وجعلها عند والدته، وأكرمها ورفهها، إلا أن عِلتها من ضرب القاهر اشتدت عليها، فتوفيت، ودفنت بتربتها بالرصافة. قال ابن تغري بردي: كان لها الأمر والنهي في دولة ابنها، وكانت صالحة، وكان متحصلها في السنة ألف ألف دينار، فتتصدق بها وتخرج من عندها مثلها. من آثارها بيمارستان (مستشفى) أنشأته ببغداد، كان طبيبه سنان بن ثابت، وكان مبلغ النفقة فيه في العام سبعة آلاف دينار.

ليست هناك تعليقات:

 
log analyzer