الخميس، 17 يوليو 2008

إن لنا في وجهك حاجة

ولما حضرت الحسن بن الحسن الوفاة قال لفاطمة: إنك امرأة مرغوب فيك، وكأني بعبد الله بن عمرو ‏بن عثمان بن عفان إذا خُرِجَ بجنازتي قد جاء على فرسه مُرَجّلاً جُمّته، لابساً حُلته، يسير في جنب الناس ‏يتعرض لك، فانكحي من شئت سواه، فإني لا أدع من الدنيا ورائي همّـاً غيرك، فقالت له: أنت آمن ‏من ذلك، وأثلجته بالأَيمان من العتق والصدقة - أي حلفت له بعتق مماليكها والتصدق بمالها - أن لا ‏تتزوجه.‏

ومات الحسن، وخُرج بجنازته، فوافاها عبد الله بن عمرو بن عثمان في الحال التي وصف الحسن، وكان ‏يقال لعبد الله بن عمرو بن عثمان: المُطرِف - من حسنه - فنظر إلى فاطمة حاسرة تضرب وجهها، ‏فأرسل إليها إن لنا في وجهك حاجة فارفقي به، فاسترخت يداها، وعُرف ذلك فيها، وخمّرت وجهها، ‏فلما حلّت من عدتها أرسل من يخطبها، فقالت: كيف بيميني التي حلفت بها؟ فأرسل إليها: لك بكل ‏مملوك مملوكان، وعن كل شيء شيئان، فعوضها عن يمينها، فنكحته، وولدت له محمداً وكان يسمى الديباج لحسنه، والقاسم ورقية.‏

وكان ابنها عبد الله بن الحسن يقول: ما أبغضتُ بغض عبد الله بن عمرو أحداً، ولا أحببتُ حب ابنه ‏محمد – وهو أخوه من أمه - أحداً.‏

ليست هناك تعليقات:

 
log analyzer