لما مات المأمون في طرسوس سنة 218، وكان عمره سبعاً وأربعين سنة، وكانت خلافته عشرين سنة، استأذنت المعتصم حظيةٌ كانت للمأمون اسمها تزيف أن تزور قبره، فأذن لها فضربت فسطاطاً وجعلت تبكي وتنوح بشعر لها وهو:
يا ملكاً لستُ بناسيهِ ... نعى إلي العيشَ ناعيهِ
يا ملكاً لستُ بناسيهِ ... نعى إلي العيشَ ناعيهِ
والله ما كنت أرى أنني ... أقوم في الباكينَ أبكيه
والله لو يُقبل فيه الفدا ... لكنت بالمهجة أفديه
عاذلتي في جَزَعي أقصِري ... قد عَـلِقَ الدهر بما فيه
فما بقي أحد في العسكر إلا بكى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق