الأحد، 25 مايو 2008

جمعت من الأموال...

توفي علي أبو الحسن، الملقب فخر الدولة بن أبي علي ركن الدولة بن بويه في شعبان من سنة 387 وكانت إمارته ثلاث عشرة سنة وعشرة أشهر وسبعة وعشرين يوماً، وكان عمره ستاً وأربعين سنة وخمسة أيام، وكان حين اشتد مرضه قد أصعد به إلى قلعة فبقي فيها أياماً يعلل ثم مات، وكانت الخزائن مغلقة مختومة، وقد جُعِلت مفاتيحها في كيس من حديد وسمره، وحَصَلتْ عند ولده رستم فلم يوجد له في ليلة وفاته ما يُكفَنُ فيه، وتعذر النزول إلى البلد لشدة شغْب وقع بين الجند، فابتيع من قَيّمِ الجامع الذي تحت القلعة ثوبٌ ولُفَّ فيه، وكان قد أراح - أي أنتن جثمانه - لتشاغل الناس باختلاف الجند، فلم يمكنهم لذلك القرب منه ولا مباشرة دفنه، فشُدَّ بالحبال وجُرَّ على درج القلعة من بُعد حتى تَقَطَع.

وكان يقول في حياته قد جمعت من الأموال لولدي ما يكفيهم ويكفي عسكرهم خمس عشرة سنة، إذا لم يكن لهم إلا من الحاصل – أي المخزون - وكان قد ترك ألفي ألف دينار وثمانمائة ألف وخمسة وسبعين ألفاً ومائتين وأربعة وثمانين ديناراً، وكان في خزانته من الجوهر واليواقيت واللؤلؤ والبلخش - حجر يشبه الياقوت - أربع عشرة ألف ألف دينار، ومن أواني الذهب ما وزنه ألف ألف دينار، ومن أواني الفضة ما وزنه ثلاثة آلاف ألف، ومن الثياب ثلاثة آلاف حمل، وخزانة السلاح ألفا حمل، وخزانة الفرش ألف وخمسمائة.

ليست هناك تعليقات:

 
log analyzer