قال القاضي سوار بن عبد الله العنبري: ما رأيت أحداً أعلم من ربيعة الرأي، قيل: ولا الحسن البصري وابن سيرين؟ قال: ولا الحسن وابن سيرين، وما كان بالمدينة رجل أسخى بما في يديه لصديق أو غيره من ربيعة الرأي: أنفق على إخوانه أربعين ألف درهم، ثم جعل يسأل إخوانه، فقيل له: أذْهبتَ مالَكَ وأنت تُخلِقُ جاهك! فقال: لا يزال هذا دأبي ما وجدتُ أحداً يغبطني على جاهي.
قال بكر بن عبد الله الصنعاني: أتينا مالك بن أنس فجعل يحدثنا عن ربيعة الرأي، فكنا نستزيده من حديث ربيعة، فقال لنا ذات يوم: ما تصنعون بربيعة وهو نائم في ذاك الطاق؟ فأتينا ربيعة فأنبهناه وقلنا له: أنت ربيعة؟ قال: نعم، قلنا: أنت الذي يحدث عنك مالك بن أنس؟ قال: نعم،، فقلنا: كيف حَظيَ بك مالك وأنت لم تحظ بنفسك؟ قال: أما علمتم أن مثقالاً من دولة خيرٌ من حِملِ علم!
قيل له: ربيعة الرأى، لأنه كان يعرف بالرأى والقياس، ,كان رحمه الله أستاذ أبي حنيفة، وتوفي في سنة ست وثلاثين ومائة بأرض الأنبار من العراق، وقال مالك بن أنس: ذهبت حلاوة الفقه منذ مات ربيعة الرأي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق