لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة نزل على أبي أيوب رضي الله عنه سنةً أو نحوها، ثم انتقل إلى منازل حارثة بن النعمان رضي الله عنه، فلما تزوج عليٌ فاطمة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي أطلب منزلاً، فطلب علي منزلاً فأصابه مستأخرا عن النبي صلى الله عليه وسلم قليلا، فبنى بها - أي تزوجها - فيه، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم إليها فقال: إني أريد أن أحوُلك إليّ، فقالت لرسول الله: فكلِمْ حارثة بن النعمان أن يتحول عني، وكانت لحارثة بن النعمان منازل قرب منازل النبي عليه السلام بالمدينة، وكان كلما أحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم أهلاً تحول له حارثة بن النعمان عن منزلٍ بعد منزل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد استحييت من حارثة بن النعمان مما يتحول لنا عن منازله.
فبلغ ذلك حارثة فتحول وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنه بلغني أنك تحول فاطمة إليك، وهذه منازلي وهي أسقب بيوت بنـي النجار بك، وإنما أنا ومالي لله ولرسوله، والله يا رسول الله المالُ الذي تأخذ مني أحبُ إليّ من الذي تَدَع، فقال رسول الله: صدقت، بارك الله عليك. فحوّلها رسول الله إلى بيت حارثة.
وخرج عبد الله بن أبي بكر مهاجراً بعيال أبي بكر من مكة إلى المدينة فيهم عائشة وأختها أسماء زوج الزبير وأم رومان - أم عائشة - فلما قدموا المدينة أنزلوا في بيت حارثة بن النعمان رضي الله عنهم أجمعين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق