السبت، 3 مايو 2008

اللهم أدِّ عني أمانتي

كان رجل من أهل البصرة قد أودع وديعة عند أبي عبد الله الحسين بن المبارك الزبيدي البغدادي المولد والدار المتوفى سنة 631 هجرية، وقال له: اذا بلغ أولادي سلمها إليهم – وكأنه كان مُشفياً على الموت - ولم يعلم بها أحد، فاحتاج الحسين إليها فأنفقها، وسار الى الشام وحدّث بها، وحصل له بالشام ذهبٌ فعزل الوديعة، واتفق أنه قدم بغداد من الشام وهو مريض، فقال لولده عمر: في عنقي أمانة، أريد أن أنزِعَها من عُنُقي وأجعلها في عُنُقك، فقال: وما هي؟ قال: لبني فلان البصري عندي مائتا دينار وهي هذه لا يعلمها أحد إلا الله توصلها إليهم، وأخاف أن لا أصح، فتسلمها ابنه منه.

ومات الحسين في تلك الليلة، فمضى ولده وسأل عن أولاد ذلك الشخص المودع، فوجد عليهم ديوناً قد لزّهم الخصوم فيها ولهم آدُرٌ – أي دور - قد عزموا على بيعها ووجدهم متودرين من الخصوم – أي واقعين في الهلاك منهم - فقال لبعض الجيران حين سأل عنهم: إن لهم عندي ذهباً، فاجتمعوا به وسلم إليهم الوديعة فوفوا دينهم، وسلمت أملاكهم.

قال الراوي: فاجتمعت بابنه وسألته عن ذلك، فشقّ عليه سؤالي، ثم أخبرني به، قال: وكان الحسين كثيرا ما يدعو اللهم أدِّ عَنْي أمانتي

ليست هناك تعليقات:

 
log analyzer