في السابع من رمضان في السنة الثانية للهجرة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم للقاء عير قريش بعد أن بلغه خبرها وأن فيها أموالاً عظيمة مقبلة من الشام إلى مكة، معها ثلاثون أو أربعون رجلا من قريش، عميدهم أبو سفيان ومعه عمرو بن العاص ومَخْرَمَةُ بن نوفل، فندب عليه السلام المسلمين إلى هذه العير، وأمر من كان ظهره حاضراً بالخروج، ولم يحتفل في الحشد لأنه لم يظن قتالاً، واتصل خروجه بأبي سفيان فاستأجر ضَمضَم بن عمرو الغِفاري، وبعثه إلى أهل مكة يستنفرهم لعيرهم، فنفروا وارعبوا إلا يسيراً منهم أبو لهب.
وخرج صلى الله عليه وسلم واستخلف على الصلاة عمرو بن أم مكتوم، وردَّ أبا لبابة من الروحاء واستعمله على المدينة، ودفع اللواء إلى مصعب بن عمير، ودفع إلى عليٍّ راية وإلى رجل من الأنصار أخرى، يقال كانتا سوداوين، وكان مع أصحابه صلى الله عليه وسلم يومئذ سبعون بعيرا يعتقبونها.
وخرج صلى الله عليه وسلم واستخلف على الصلاة عمرو بن أم مكتوم، وردَّ أبا لبابة من الروحاء واستعمله على المدينة، ودفع اللواء إلى مصعب بن عمير، ودفع إلى عليٍّ راية وإلى رجل من الأنصار أخرى، يقال كانتا سوداوين، وكان مع أصحابه صلى الله عليه وسلم يومئذ سبعون بعيرا يعتقبونها.
وبعث عليه السلام قبلها بَسْبَس بن عمرو الجُهَني حليف بنى ساعدة، وعدي بن أبى الزغباء الُجهني حليف بنى النجار، إلى بدر يتجسسون أخبار أبى سفيان وغيره، ثم تنكب عن الصفراء يمينا وخرج على وادى دَقْران، فبلغه خروج قريش ونفيرهم، فاستشار أصحابه فتكلم المهاجرون وأحسنوا، وهو يريد ما يقوله الأنصار، وفهموا ذلك، فتكلم سعد بن معاذ، وكان فيما قال: لو استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك، فسر بنا يا رسول الله، على بركة الله، فسُرَّ بذلك، وقال: سيروا وأبشروا، فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين.
ثم ارتحلوا من دقران إلى قريب من بدر، وبعث علياً والزبير وسعداً في نفر يلتمسون الخبر، فأصابوا غلامين لقريش فأتوا بهما وهو عليه السلام قائم يصلي، وقالوا: نحن سقاة قريش، فكذبوهما كراهيةً في الخبر ورجاء أن يكونا من العير، للغنيمة وقلة المؤنة، فجعلوا يضربونهما، فيقولان: نحن من العير، فسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنكر عليهم، وقال للغلامين: أخبراني أين قريش؟ فاخبراه أنهم وراء الكثيب وأنهم ينحرون يوماً عشراً من الإبل ويوماً تسعاً، فقال عليه السلام: القوم بين التسعمئة والألف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق