الجمعة، 20 فبراير 2015

حدث في التاسع والعشرين من ربيع الآخر

في التاسع والعشرين من ربيع الآخر من سنة 927، الموافق 7 أبريل 1521، رسا الرحالة والبحار البرتغالي ماجلّان على شواطئ جزيرة مَكتان Mactan، في جزيرة سيبو Cebu في وسط أرخبيل الفيلبين اليوم، ورغم أن ماجلان لقي حتفه بعد 13 يوماً، في 12 جمادى الأولى، في معركة على الجزيرة مع الزعيم الفيلينيي لابولابو، إلا أن وصوله كتب فصلاً جديداً في تاريخ الإسلام في جنوبي شرقي آسيا، يماثل في أهميته سقوط الأندلس، فقد ترسخ الوجود الأسباني بالتدريج وتحولت هذه البلاد بأغلبيتها إلى النصرانية، وما زلنا لا نعرف عن هذا الفصل إلا القليل مما سنحاول تلمسه في هذه السطور.
ونبدأ بالحديث عن حقبة الاكتشافات البرتغالية التي بدأها فاسكو دي جاما، المولود سنة 1460 والمتوفى سنة 1524والتي قامت بالإبحار حول القارة الأفريقية مارة برأس الرجاء الصالح، ووصلت إلى الهند دون أن تضطر للمرور عبر  بلاد المشرق العربي الواقعة تحت سلطة الدولة المملوكية المسلمة، وتلاه ألفونسو دي البوكركي المولود سنة 1453 والمتوفى سنة 1515، والذي استولى على ميناء جوا في الهند ثم على مالقة في أرخبيل الملايو، ثم كان فرديناند ماجلان الرائد الثالث في هذه الاكتشافات التي قام بها تحت الراية الأسبانية.
ولد فرديناند ماجلان في البرتغال نحو سنة 885=1480 لأسرة من النبلاء، وعندما كان في الخامسة والعشرين شارك في حملة بحرية قادها فرانسيسكو دي ألميدا استهدفت أن تنتزع من السيطرة العربية الموانئ التجارية في سواحل أفريقيا الشرقية وسواحل الهند الغربية، ثم شارك في حملة البوكركي للسيطرة على مضيق مالقا، وفي سنة 923=1517 ترك ماجلان الخدمة في أسطول البرتغال هو وصديق له يدعى فاليرو وعرضا خدماتهما على الملك الأسباني شارل الأول، الذي سيصبح فيما بعد الإمبراطور شارل الخامس.
وكانت البرتغال وأسبانيا تتنافسان على الاكتشافات الجديدة وما صحبها من سيطرة تجارية وثروات خيالية ووجاهة دينية، وكان البابا الكساندر السادس قد أصدر قراراً بابوياً في سنة 899=1494 بتقسيم الاكتشافات الجديدة بين الدولتين، فتأخذ البرتغال كل ما هو شرق خط يمتد من الشمال إلى الجنوب ويبعد حوالي 1100 كيلومتر عن ساحل أفريقيا الغربي، وتأخذ أسبانيا كل ما هو غربه.
واقترح ماجلان أن يقود أسطولاً أسبانياً يأسس طريقاً أسبانياً خالصاً إلى سواحل التوابل ويثبت أنها غرب الخط الذي أمر به البابا، والذي لم تلتزم به الدولتان التزاماً جدياً في نهاية الأمر، وفي سنة 924= 1518 صدرت الإرادة الملكية بتشكيل الحملة المقترحة، وجعلت ماجلان وفاليرو رئيسين لها، وجعلت الحكم فيما يسيطران عليه من أراض حكراً عليهما وعلى ورثتهما، وسينالان خُمُس الأرباح الناتجة عن هذه الحملة، وفي سنة 925= 1519 أقلعت السفن الخمس التي تكونت منها الحملة وعلى متنها 270 رجلاً لم يكن بينهم فاليرو فقد أصابته لوثة جنون قبل إقلاعها.
واتجهت سفن ماجلان غرباً عبر الأطلسي حتى وصلت سواحل البرازيل ثم اتجهت جنوباً حتى عبرت مضيق سان انطونيو، الذي يعرف اليوم باسم مضيق ماجلان، لتصل إلى المحيط الهادئ وأبحرت منه 99 يوماً في ضنك وعطش وجوع حتى وصلت جزيرة جوام، وبذلك قام ماجلان بأول رحلة تجارية موثقة تدور من غرب الكرة الأرضية إلى شرقها، ثم اتجه من جوام غرباً نحو جزر الملايو، ولكنه قرر أن يتجه نحو الشمال الغربي ليكون له فيه موطأ قدم لا تهدده فيه أساطيل البرتغال، فأرسى سفنه وغرس صليباً على تلة مطلة على البحر وأعلن تملك الجزر باسم ملك أسبانيا وسماها أرخبيل القديس عازار.
واستطاع ماجلان استمالة قبيلة محلية في جزيرة مَكتان، وهي جزيرة صغيرة تتحكم بميناء سيبو، ولكن الزعيم الأقوى لابو لابو رفض التعاون مع الغرباء، فهاجمه ماجلان وجنوده ولكنهم هزموا هزيمة منكرة ولقي ماجلان مصرعه وانسحب جنوده من المعركة ثم ما ليثوا أن تركوا المنطقة بأكملها، ويقول عدد من المصادر إن الزعيم لابولابو كان مسلماً، والأرجح أنه لم يكن كذلك، وبعد الاسنقلال اعتبرته الفيلبين أحد رموز الوطن وأقامت له تمثالاً كبير في جزيرة مكتان وفي أحد ميادين العاصمة مانيلا.
وبعد مقتل ماجلان تولى قيلاد الحملة الأسبانية القبطان خوان إيلكانو، واستطاع أن يعود إلى أسبانيا رغم المخاطر الكثيرة التي اعترضته من  أعدائه البرتغاليين والجوع والمرض، ووصل إلى أسبانيا في  أواخر سنة 1522بما تبقى من الحملة: سفينة واحدة من أصل سبعة سفن و 21 رجلاً من أصل 270!
ولم يعد الأسبان إلى الفيلبين إلا في سنة 1564، حين أرسل نائب الملك في أسبانيا الجديدة، التي نعرفها اليوم بالمكسيك، المستكشف ميخيل لوبيز دي ليكازبي في حملة من 5 سفن أبحرت من أكابولكو في المكسيك عبر المحيط الهادي حتى وصلت سيبو في منتصف سنة 1565 وأنشأت أول مستعمرة أسبانية فيها، وكان دي ليكازبي حاكم الفيلبين حتى وفاته سنة 1572 عن 62 سنة، وقبل وفاته بسنة أطاح بأمير مانيلا المسلم، وجعلها عاصمة للمستعمرة الجديدة التي أطلق عليها رحالة أسباني في سنة 1543 اسم الفيلبين تيمناً باسم الملك الأسباني فيليب الثاني.
وكانت الفيلبين إدارياً مقاطعة تتبع أسبانيا الجديدة، وهي اليوم المكسيك، وبقيت كذلك حتى استقلال المكسيك في سنة 1821، وأدار الأسبان البلاد على أسس نظام الإقطاع الزراعي، فامتلك النبلاء الأراضي الشاسعة والتي عمل فيها أبناء الفيلبين مسخرين مستعبدين، لأنهم من قبل أسبانيا كانوا يعملون في زراعة هذه الأراضي في نظام أشبه بالتعاونيات، وقام هؤلاء بانتفاضات عديدة قمعها الأسبان، وفي الخارج واجه الأسبان في الفترة من 1600 إلى 1663 حرباً مستمرة مع الهولنديين الذين كانوا يؤسسون مستعمراتهم في جزر الهند الشرقية، ولكن المشكلة الأكبر كانت في المقاومة الإسلامية للاحتلال الأسباني والتي لم يستطع الأسبان احتواءها حتى ستوات 1850.
ويقدر المؤرخون أن الإسلام دخل الفيلبين قرابة سنة 800= 1380 على أيدي التجار العرب من الحجاز واليمن وحضرموت عندما كانوا يقومون برحلاتهم الشهيرة إلى الصين، وعلى أيدي دعاة الإسلام من الملايو وأندونسيا، وانتشر الإسلام من الشمال إلى الجنوب عندما تأسست سلطنة سُولك أو سولو أو صولو، وكان أول من تولى السلطنة فيها الشريف الهاشمي أبو بكر من حضرموت وذلك في سنة 1405، وفي نحو سنوات 1480 أقام السلطان بولقيه سلطان بروناي السلطنة الثالثة الكبيرة في مانيلا، وأول سلطان لها رجا سليمان، والتي استمرت إلى سنة 1521، وأكبر هذه السلطنات وأطولها عمراً هي سلطنة ماغِنداناو التي أسسها سنة 1520 السلطان الشريف محمد قابونصوان، وهو من جوهور، في ماليزيا اليوم، والذي جاء داعياً إلى جزيرة منداناو وتزوج إحدى أميراتها ثم ما لبث أن أسس سلطنة ماغِنداناو، ومنها انتشر الإسلام شمالاً في مانيلا.
قاوم أهل الجزر على اختلاف دياناتهم وبلدانهم المستعمر الأسباني، ولكن المقاومة كانت ضعيفة التظيم فلم تُجدِ أمام عدو متفوق في العتاد والتكتيك، واستطاع الأسبان بسط سيطرتهم على المناطق التي كان الوجود الإسلامي فيها ضعيفاً مثل مناطق الوسط التي تضم لوزون أكبر الجزر، وفرَّ من المسلمين من فرَّ بدينه إلى مينداناو وصولو التي لم يستطع المستعمر الأسباني التغلغل فيها لقوة الوجود الإسلامي فيها، وأطلق الأسبان على المسلمين اسم مورو، ويعني العبد الأسود، استمراراً لنهجهم مع مسلمي الأندلس والمغرب العربي، وبخاصة في عهد الملثمين والموحدين الذين غلب عليهم العرق البربري.
كان تنصير السكان أحد الأهداف الرئيسة للأسبان، واستطاعوا بالترغيب والترهيب تحقيقه متحالفين مع الكنيسة الكاثوليكية التي منحوها من المال والنفوذ ما تحتاجه لتحقيق هذا الهدف، ونجحوا في المناطق التي يكثر فيها الوثنيون البسطاء الذين اجتذبتهم التصاوير والتماثيل، ولما بدأ الضعف يعتري الدولة الأسبانية قامت الكنيسة وبخاصة الرهبان اليسوعيين؛ الجزويت، فملأت الفراغ الناجم واستولت على كثير من أراضي البلاد.
وظل الصراع بين المسلمين والأسبان محتدما طوال الحكم الأسباني أي قرابة 340 سنة من سنة 980 إلى سنة  1316= 1560-1898 ميلادية،  وكانت السلطنات المسلمة في الفيلبين أفضل تنظيماً من حيث الحكم ومؤسساته بفضل اتباعها مبادئ الشرع الإسلامي ووجود بعض الفقهاء فيها، ولذا فقد استطاعت مقاومة المستعمر الأسباني مقاومة ناجحة بحيث لم يتمكن من احتلال مناطقها اللهم قليلاً من الأماكن الساحلية، وحتى بعد اضمحلال هذه السلطنات بقيت المبادئ الإسلامية حاجزاً أمام قبول المورو للسلطة الأسبانية المسيحية التنصيرية.
ولم تكن مقاومة الاحتلال وقفاً على المسلمين، بل سرت في البلاد وبخاصة بين الطبقة الفيلبينة المتنورة دعوة للاستقلال عن الحكم الأسباني المتعنت الفاسد وتسلط الكنيسة الشديد، وفي سنة 1896 انطلقت ثورة شملت أنحاء البلاد بقيادة إيميليو أجينالدو وحققت نجاحاً كبيراً أجبر أسبانيا على التعجيل بالتفاوض مع الثوار وإبرام اتفاق سلام معهم، ولكن هذا الاتفاق لم ينفذ لأنه كان في حقيقته هدنة يحتاجها الطرفان، ولأن أسبانيا دخلت في حرب مع الولايات المتحدة الأمريكية.
ففي عام 1898 اندلعت الحرب بين أمريكا وأسبانيا بسبب جزيرة كوبا التي تمردت على مستعمريها الأسبان، ووقف الأمريكان إلى جانب المتمردين وطالبوا أسبانيا بالانسحاب ومنح الجزيرة استقلالها، ولما رفضت أسبانيا ذلك، شنت عليها أمريكا حملة عسكرية انتزعت كوبا في وقت قصير ثم جزيرة بورتوريكو في البحر الكاريبي، وفي مايو 1898 دمرت السفن الأمريكية الأسطول الأسباني المتهالك في ميناء مانيلا، ووقعت الدولتان معاهدة باريس في أواخر السنة تخلت فيها أسبانيا عن جزيرتي بورتوريكو وجوام، ولم تكن الحكومة الأمريكية حريصة على الفيلبين حرصها على كوبا القريبة، وفي المقابل لم يكن لدى تجار أمريكا أية حماسة للحرب على كوبا، ولكنهم اهتموا كثيراً بالفيلبين التي يمكن أن تكون ركيزة تجارتهم في الشرق الأقصى، ولذا طالبوا الحكومة الأمريكية ألا تعيدها لأسبانيا بأي وجه من الوجوه، فقام المفاوض الأمريكي وأملى على الأسبان أن يبيعوها لأمريكا مقابل 20 مليون دولار!
وفي البداية أطلق الأمريكان العنان للثوار لينقضوا على الحاميات الأسبانية ويسيطروا على كل جزيرة لوزون، وأعلن أجينالدو بلاد الفيلبين جمهورية مستقلة ذات دستور ديمقراطي، ولكن هذه الأحلام ما لبثت أن تبخرت ما أن تم الاتفاق بين أمريكا وبين أسبانيا، وبرر الرئيس الأمريكي مكينلي ذلك بأن: الفيلبين هبة من الله لأمريكا ... وإن أهلها غير مؤهلين ليحكموا أنفسهم ... ولذا فلا خيار لدينا سوى أن نضمهم إلينا ونعلمهم ونرقيهم ونحضِّرهم وننصِّرهم!
و وبعد بضعة شهور من توقيع معاهدة باريس اندلعت الحرب بين الجمهورية الفيلبينية بزعامة أجينالدو وبين الولايات المتحدة الأمريكية، وفي المعارك الميدانية هزم الأمريكان بسهولة القوات الفيلبينية الضعيفة التدريب والتجهيز، فلجأ الفيلبينون إلى حرب العصابات دون نجاح يذكر، ووقع أجينالدو في الأسر في سنة 1901، وكان قد أدرك آنذاك ألا جدوى من الاستمرار  في الحرب، فأعلن ولاءه للولايات المتحدة ودعا أبناء وطنه إلى إلقاء السلاح، ولكن الجنوب المسلم استمر في المقاومة التي لم تنته إلا في سنة 1913، ويقدر عدد ضحايا هذه الحرب من المدنيين بمليون شخص، ويقدر عدد من قتل فيها من القوات الفيلبينية بين 12.000 إلى 20.000 جندي مقابل 4.200 جندي أمريكي.
وحتى بعد انتهاء الحرب بقي المسلمون في الفيلبين على غاية التوجس من الأمريكان، وبقي نفوذ الدولة ضعيفاً جداً في المناطق المسلمة، وكانت أمريكا بعد إعلان أجينالدو قد بدأت في تغيير سياساتها وحولت الحكم في الفيلبين لأيدٍ مدنية، وأجرت انتخابات للكونجرس الفيلبيني في سنة 1907، وأعلنت أن سياستها تهدف في النهاية لاستقلال الفيلبين.
وبعد هذه الإصلاحات أرادت أمريكا أن تنهض بالفيلبين لتكون مستعمرة مثالية تختلف عن المستعمرات الأوربية، ولأجل ذلك قامت بجهود كبيرة في نشر التعليم وبناء المؤسسات والمنافع العامة، ولم تستثن من هذه المساعي مناطق المسلمين، وسلكت في ذلك أساليب شديدة الاختلاف عن الحكومة الأسبانية، فقد طلبت الحكومة الأمريكية من السلطان العثماني بصفته خليفة المسلمين أن يرسل شيخاً من طرفه ليكون المرشد الديني للمسلمين في الفيلبين.
ووقع الاختيار على السيد وجيه بن منيب زيد الكيلاني النابلسي، المولود سنة 1277=1867 الذي درس العلوم الشرعية في نابلس، وصار من كبار موظفي مشيخة الإسلام في الآستانة، ودرَّس أولاد السلطان محمد رشاد، فمُنح لقب شيخ الإسلام في الفيلبين، وسافر إليها سنة 1913 عن طريق البحر ماراً بمصر فالحجاز فالهند، ولما وصل الكيلاني الفيلبين ساءه التخلف الشديد لمسلميها، وينقل الأمير شكيب أرسلان عن الكيلاني قوله: إن السواد الأعظم من سكان تلك الجزر في جهالة عمياء لا يعرفون من الإسلام سوى كونهم مسلمين  إلا أفذاذا قلائل ممن حجوا الى بيت الله الحرام .
وكان السيد الكيلاني مدة إقامته في تلك الجزر على تفاهم تام مع رجال الحكومة الأمريكية، وكانوا يعتبرونه مرجعهم لحل ما يواجههم من مشاكل مع الفيلبينين المسلمين، وكانت الحكومة الأمريكية تريد إنشاء مدارس حكومية لتعليم المسلمين وإخراجهم من العزلة والتخلف، فاعترض السيد الكيلاني على ذلك وقال: إن المسلمين لا يطمئنون إلا إذا كانت مدرستهم تلاصق الجامع ويدرُسون فيها أول ما يدرسون كتابهم المقدس؛ القرآن الكريم.
ألم بالشيخ وجيه مرض بعد سنة من إقامته في الفيلبين فعاد إلى فلسطين للاستشفاء، ومنعه نشوب الحرب العالمية الأولى من العودة للفيلبين، وأرسلته الدولة العثمانية في مهمة سياسية، قيل إنها الحيلولة دون دخول الحكومة الأمريكية الحرب إلى جانب بريطانيا وفرنسا، ولا يوجد ما يدل على أنه عمل في هذا المجال، بل المحقق أنه نشر مقالات عن أحوال الفليبين في بعض الصحف الأمريكية، وفي الوقت نفسه سعى إلى تأليف جمعية تهذيبية تتولى أمر إنشاء المدارس الإسلامية في الفليبين يكون مركزها الرئيسي في الولايات المتحدة، وذات فرع إداري في الفليبين يتولى هو رئاسته نظرا لانقياد المسلمين هناك إليه، وتحققهم حسن مقاصده، فلا تداخلهم ريبة من مساعي الأمريكيين لو عمد هؤلاء إلى القيام بالمشروع مستقلين.
وأمضى السيد الكيلاني سنة ونصف في أمريكا قضاها بين فيلادلفيا وواشنطن، ولكنه اعتل فلم يستطع تحقيق ما أراد ثم أدركته المنية في منتصف سنة 1334=1916 في مدينة ريتشموند بولاية فرجينيا.
ولم يكن السيد الكيلاني الوحيد الذي استقدمته الحكومة الأمريكية للتعامل مع المسلمين، فهناك الطبيب الدكتور نجيب متري صليبي، المولود في لبنان سنة 1870 والمتوفى سنة 1935، والذي درس في الجامعة الأمريكية في بيروت، ثم جاء للفيلبين كطبيب في الجيش الأمريكي، ثم ما لبث أن صار مدير التعليم في منطقة مورو، ثم اتجه لكتابة تاريخ المسلمين في منداناو، وألف في نحو سنة 1908 عدة كتب عن تاريخ السلطنات الإسلامية في مناطق الفيلبين.
منحت الولايات المتحدة الفيلبين حكما ذاتيّا عام 1935، وكانت أكبر السلطنات المسلمة سلطنة ماغِندناوا قد تشرذمت إلى سلطنات محلية، ولما بدت بوادر منح الحكم الذاتي في تلك السنة وقع 30 سلطاناً و120 وجيها على عريضة طالبت الرئيس روزفلت والكونجرس الأمريكي بمنح المناطق المسلمة استقلالها المنفصل عن الفيلبين، وفضل الموقعون أن يبقوا تحت الحكم الأمريكي إلى أن يكونوا جاهزين لإعلان جمهورية بلاد المورو؛ بانجسا مورو، وهو طلب لم يأبه له الأمريكان الذي أعلنوا استقلال البلاد كما ورثوها من الأسبان، مع بقائهم في بعض القواعد البحرية والعسكرية فيها.
ولما هاجمتها اليابان في الحرب العالمية الثانية انسحب منها الأمريكان واحتلتها اليابان في سنوات 1942-1944، ثم استعادت الولايات المتحدة سيطرتها على الفيلبين عام 1945ومنحتها الاستقلال في الرابع من يوليو عام 1946، وهو نفس يوم الاستقلال الأمريكي.
نهجت الحكومات الفيلبينية المتعاقبة نهجاً أسبانياً في التعامل مع المسلمين، نظراً لقوة الكنيسة الكاثوليكية في الفيلبين وتأثيرها الشديد على الحكومة، وكان هذا النهج يقوم على استصغارهم وإبقائهم مستضعفين متخلفين في التنمية والتعليم عن باقي مناطق الفيلبين، ولذا لم يكن غريباً أن ينظر المسلمون ينظرون إليها بعين الريبة والخوف وهم يرون مخططاتها تتحول إلى واقع على أراضيهم، وكانت شكاوى المسلمين تدور حول مخططات الحكومة لتهجير النصارى من الشمال إلى الجنوب المسلم ومنحهم الأراضي الزراعية، وإسناد كثير من المناصب الكبيرة لهم، إلى جانب تشجيعها التنصير في الجنوب عن طريق إنشاء المدارس النصرانية الدينية والكنائس ونشر الفساد.
وفي سنة 1950 قام الداعية الباكستاني مولانا عبد العليم الصديقي بزيارة الفيلبين وإحياء روح الإسلام بين مسلميها، فكان ذلك أول انتعاش للمسلمين ببركة جهوده الصادقة المخلصة، وقام عقلاء المسلمين بمقاومة مخططات التنصير والتوطين من خلال الأنشطة السياسية والدعوية، فأسسوا الجمعيات والمعاهد والمدارس الإسلامية، ومن أوائل هذه الجمعيات جمعية إقامة الإسلام في مدينة ماراوي التي تأسست سنة 1375= 1955، وقدمت الجمهورية العربية المتحدة منحاً للطلبة الفلبينيين للدراسة بالأزهر والكليات الأخرى بمساعي وزير الأوقاف الداعية المفكر الدكتور محمد البهي رحمه الله تعالي، وزار الفيلبين الشيخ محمود شلتوت إمام الجامع الأزهر رحمه الله، وأثمر ذلك في وجود عدد من العلماء الواعين كانوا أركاناً راسخة للمجتعمات الإسلامية وهي تتلمس طريقها للنهوض والتقدم.
ولكن وتيرة الاستيطان والتنصير زادت بشكل كبير، وازداد فقر المسلمين وبؤسهم عندما أعطت الدولة أراضيهم الخصبة للنصارى القادمين من الشمال، وأدى ذلك لانتشار النقمة على الحكومة المركزية وعصيان بعض المناطق النائية، وكانت الدولة تسلك الترغيب والترهيب، وكليهما في حدود مرسومة، لإخضاع هذه المناطق النائية والمتخلفة لسلطتها.
وهنا لا بد أن نتوقف قليلاً ونضع الأمور موضعها، فنتحدث أولا عن الفيلبين التي تتكون من قرابة 7000 جزيرة صغيرة وكبيرة تقع على بعد 800 كيلومتر من ساحل جنوبي شرقي آسيا، وتتناثر على مسافة 1850 كيلومتراً، وتبلغ مساحة الأراضي الفيلبينية حوالي 300.000 كيلومتراً مربعاً، يعيش عليها قرابة 75 مليون  من السكان.
ثم نعرج على مناطق المسلمين في منداناو وسولو، فنقول إن مساحتها تبلغ 102.000 كيلومتراً مربعاً، أي ثلث أراضي الفيلبين، وتضم حوالي 10-12% من السكان، والسمة الأولى لهذه المناطق هي خصوبة أراضيها ووفرة محاصيلها الزراعية، كما توجد فيها نصف الغابات الاستوائية الفيلبينية، ويأتي من الصيد في سواحلها 60% من محصول الفيلبين من صيد سمك التونة والسردين، وتوجد في الجزر مناجم أثرية للذهب والفضة، وإضافة لما سبق فإنها تحتوي في جوفها على مخزون نفطي كبير، ومن الناحية العرقية يتكون المسلمون في هذه المناطق من 11 مجموعة عرقية، وترتبط هذه المجموعات بشكل أو آخر بالمجموعات العرقية المسلمة في أندونيسيا وماليزيا وبروناي والفطاني في تايلاند.
ولم يسلك المسلمون طريق العنف إلا بعد سنوات من النضال السلمي، وذلك في ظل حكومة الرئيس ماركوس الذي سلك سياسة العصا الغليظة معهم، وفي سنة 1969 اختار نور مِسواري، المولود سنة 1933 والمدرس في جامعة الفيلبين، المقاومة المسلحة وأسس جبهة تحرير مورو الوطنية وذلك بعد سنة من مجزرة قُتل فيها عدد من الجنود المسلمين كانوا تحت التدريب في الجيش الفيلبيني، وطالبت الجبهة بمساواة المسلمين بغيرهم من الأعراق والأديان، وكانت نجاحاتها العسكرية محدودة في البداية، ولكن ماركوس أعلن الأحكام العرفية في سنة 1972، وأطلق يد القوات الحكومية في سنة 1974 فشنت هجمات على المساجد وقتلت قرابة 1800 من المصلين، فازداد التأييد للجبهة بين المسلمين وحصلت على دعم من حكومة القذافي في ليبيا، وشكلت حكومة الرئيس ماركوس قوة الدفاع الوطني المدنية؛ إيلاكا، التي أمعنت بالمسلمين فتكاً وتدميراً وتهجيراً، ودفعت حكومة الرئيس الدكتاتور ماركوس ثمناً باهظاً في الأموال والأفراد والفرص الاقتصادية الضائعة قبل أن يتيقن السياسون فيها أن إنهاء التمرد بالقوة أمر غير ممكن ولا تقوى الدولة على الاستمرار فيه آمادا طويلة.
وفي سنة 1976 بدأت الحكومة الفيلبينية مفاوضات مع الجبهة في طرابلس الغرب برعاية القذافي ومنظمة المؤتمر الإسلامي وانتهت بتوقيع اتفاقية طرابلس التي تضمنت وقف العمليات العسكرية ومنح  13 مقاطعة الحكم الذاتي ضمن دولة الفيلبين، ولم يتم تنفيذ الاتفاقية التي كانت أشبه باتفاقية مبادئ عامة خلت من ملحقات تتضمن كيف تنفيذها على أرض الواقع، ولأن عناصر متنفذة قوية في الجيش الفيلبيني كان لا ترغب في السلام وما سيجلبه من خسارة لنفوذها ورشاويها وخواتها التي كانت تجنيها من وراء الحرب، فاستمر القتال سجالاً بين الطرفين.
وفي سنة 1986 ثار الشعب على ماركوس وطرده من البلاد، وجرت في البلاد انتخابات حرة جاءت بالرئيسة كوري أكينو، واستبشر المسلمون خيراً في أن تنفذ وعودها بإعادة حقوق المسلمين ومعاملتهم معاملة عادلة على قدم المساواة مع غيرهم من المواطنين، وزارت بنفسها نور مِسواري في سولو، وأجرت معه مباحثات انتهت بإعلان الحكم الذاتي في مناطق المسلمين وإدراج ذلك في دستور الفيلبين، وأجريت الانتخابات في منداناو لهذا الغرض في سنة 1989.
ولم يكن الثوار على قلب رجل واحد، وكانت المفاوضات السابقة بين الثوار وبين الحكومة الفيلبينية في ليبيا قد أدت إلى أن يعلن سلامات هاشم، المولود سنة 1942 والمتوفى سنة 2003، والرجل الثاني في الجبهة، رفضه للحكم الذاتي، وانشقاقه عن نور مسواري الذي وصمه بالعلمانية، وأعلن هاشم تشكيل جبهة أسماها جبهة تحرير مورو الإسلامية التي ستواصل القتال: إلى أن تتحرر أرض مورو من دنس الحكومة العميلة، ويقوم الحكم الإسلامي في هذه البقعة بإذن الله تعالى.
ولما انتهت مدة الرئيسة أكينو في سنة 1992 ونجح وزير دفاعها فيديل راموس في الانتخابات الرئاسية، أعلن أن أهم أولياته الوصول لاتفاقية سلام مع المسلمين، ووقع في سنة 1996 اتفاقية شاملة مع جبهة تحرير مورو الوطنية، تتضمن إنشاء مجلس جنوب الفيلبين للسلام والتنمية، ورفضت الجبهة الإسلامية الاتفاقية واستمرت في كفاحها المسلح لإنشاء دولة إسلامية.
وهنا نذكر أن انشقاق الجبهة الإسلامية بزعامات سلامات هاشم تلاه تطور آخر، ترددت أخباره في أرجاء العالم الذي لا يكترث عادة بما يجري في الفيلبين، وجرى على يد أبي سياف عبد الرزاق الجنجلاني، خريج الشريعة من جامعة أم القرى في مكة المكرمة، حين أسس في سنة 1991 مجموعة مقاتلة قاعدتها منطقته؛ جزيرة باسيلان المنعزلة، والتي سلكت طريق الأعمال الإرهابية، وبخاصة بعد مقتله سنة 1998 وتولي أخيه قذافي جنجلاني قيادة المجموعة، وتقول الجبهة الإسلامية لتحرير مورو إنها لا ترضى عن أساليب هذه الجماعة، وأنها قدمت النصح لقياداتها بالتخلي عن أسلوب اختطاف الأبرياء واستخدامهم رهائن للحصول على المال، كما وضَّحوا لهم عدم مشروعيته وأثره السيئ، واستغلال الإعلام المحلي والعالمي له في تشويه سمعة الإسلام وتلويث مقاصد الجهاد في الجنوب. ولكن هذه النصيحة لم تلق أي صدى عند قيادة هذه الجماعة التي هاجمت وقاتلت الجبهة الوطنية والجبهة الإسلامية.
وتلا الرئيس راموس انتخاب الرئيس جوزيف استرادا في سنة 1998، وكانت الجبهة الإسلامية قد حققت إنجازات عسكرية ومدنية كبيرة واستطاعت بسط سيطرتها على مناطق واسعة، وبدأت تديرها كحكومة فعلية، فقرر استرادا القضاء على الجبهة الإسلامية لتحرير مورو، وانتهز فرصة اختطاف جبهة أبي سياف لعدد من الرهائن الأوربيين، وما نتج عن ذلك من استعداء الرأي العام الغربي، فشنت حكومته حرباً شاملة في منتصف سنة 2000 حشدت لها قوات كبيرة شملت الجو والبحر، واستهدفت القواعد العسكرية لجبهة تحرير مورو والمناطق السكانية الداعمة لها، وذهب ضحية هذه الحرب عشرات الآلاف من السكان المسلمين بين قتلى وجرحى ولاجئين، وأحرقت ودمرت عدداً كبيراً من المنازل والمزارع والمساجد، وكلفت خزينة البلاد مبالغ باهظة، ونجحت الحرب في الاستيلاء على القواعد الرئيسية للجبهة التي لجأت بعد هزيمتها للغابات لنشن منها حرب عصابات.
وفي سنة 2001 عزل البرلمان الفيلبيني الرئيس استرادا لتلقيه تبرعات من مؤسسات القمار غير المرخص لها، وخلفته الرئيسة جلوريا أرّويو، وهي ابنة رئيس الفيلبين في الستينات والمعروف بتعاطفه مع المسلمين، وكانت تسير على خطى والدها، فقامت بالاتفاق مع الجبهة الإسلامية على وقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات سلام، ولكن عناصر منشقة أو مندسة على الجبهة تابعت الهجمات على القوات الحكومية واختطفت راهباً إيطالياً مما جعل المفاوضات تتعثر إلى سنة 2008، ففي تلك السنة وصلت الحكومة لاتفاق مع الجبهة الإسلامية، ولكن اعترضت عليه لدى المحكمة العليا بعض المقاطعات الفيلبينية الجنوبية لاقتطاعه بعض أراضيها لضمها للمنطقة المسلمة، وأصدرت المحكمة قراراً بعدم دستورية الاتفاق، فبدأت الجبهة في الإعداد لهجوم كبير لم ينجح لأن الجيش الفيلبيني كان متوقعاً ومستعداً له، ونتج عن ذلك مقتل 300 شخص وتهجير 600.000 مسلم.
واستمرت الأمور تتقدم وتتأخر بين الحكومة وبين جماعة نور مسواري، جبهة تحرير مورو الوطنية، الذي انتخب حاكماً على بعض المقاطعات المسلمة المشمولة باتفاق الحكم الذاتي، بينما بقيت المواجهات العسكرية مستمرة مع الجبهة تحرير مورو الإسلامية، حتى أواخر سنة 2010 عندما أعلن مفاوضها مهاجر إقبال أنها تقبل أن تكون ولاية ضمن دولة الفيلبين على النمط الأمريكي.
وفي سنة 2012 أعلن الرئيس بينيو أكينو، ابن الرئيسة كورازون أكينو، عن اتفاق سلام مع الجبهة الإسلامية تضمن حكماً ذاتياً في المناطق المسلمة يشمل حقها في تطبيق الشريعة على المسلمين، وحصة مجزية من عوائد الموارد الطبيعية التي تستخرج من المنطقة، وفي أوائل سنة 2014 وقعت الجبهة والحكومة اتفاق سلام في كوالامبور في ماليزيا تضمن بعض التنازلات الفيلبنية مقابل تخلي الجبهة عن العمل العسكري.
ولا يقتصر الوجود الإسلامي في الفيلبين على أهل البلاد الأصليين، بل كانت هناك هجرات إسلامية متعاقبة، ولا تزال بعض الأسر الفيلبينية تحتفظ بأسمائها العربية مثل البديري وأبوبكر وباجنيد والمصمودي، وإلى جانبهم هناك مهاجرون من مسيحي العرب كثير منهم ينتمون للطائفة الروم الأرثوذكس، ومنهم والدا المؤرخ الفيلبيني المسلم الشهير قيصر أديب مَخْوُل.
ولد قيصر أديب مخول سنة 1923 في الفيلبين لأبوين هاجرا من سوريا، واعتنق الإسلام في شبابه، ودرس التاريخ في جامعة الفيلبين ثم كورنيل في أمريكا، وأصبح مؤرخاً أكاديمياً مرموقاً في تاريخ الفيلبين وبخاصة تاريخ شعب مورو وتاريخ الإسلام في الفيلبين، وقد ترجم الدكتور نبيل صبحي الطويل أحد بحوثه عن الإسلام في الفيلبين، وقد هاجم مخول في دراساته بناء تاريخ الفيلبين وفق النظرة الأسبانية التي تعتبر عصر الاحتلال عصر تنور وانفتاح وتعتبر الديانة الكاثوليكية الدين الطبيعي للفيلبين، وقال إنه مع هذا هذا التأسيس الخاطئ لا غرابة في أن يعتبر الفيلبينيون مسلمي مورو شعباً آخر هامشي الصلة بهم! ودرَّس مخول في جامعة الفيلبين سنوات طويلة، وكان من طلابه نور مسواري، وصار مخول عميداً لكلية الآداب والعلوم فيها، ونال عدداً من الجوائز على إنجازاته التاريخية، وتخرج على يديه عدد كبير من الطلاب الذين أصبحوا أساتذة في التاريخ، وتوفي رحمه الله سنة 2003 في سان بابلو في كاليفورنيا، ونظم بعض طلابه من الأساتذة الأوفياء ندوة في مانيلا في سنة 2013 برعاية هيئة التاريخ الوطني الفيلبينية تحت عنوان: تأريخ المسلمين في الفيلبين بعد مخول؛ إلى أين؟
ومع الاستقرار والهدوء النسبي الذي عمَّ المناطق المسلمة في الفيلبين خفَّ التوتر والعداء بين المسلمين وبين النصارى، وتشجع عدد محدود من الأكاديميين والسياسيين على إنصاف شعب مورو وإبراز دوره التاريخي العريق في تحويل الأرخبيل إلى بلد واحد وكذلك دوره التاريخي الحديث في مقاومة المحتلين من الأسبان والأمريكان.
ورغم التاريخ المشوب بالدماء والمحفوف بالشكوك بين المسلمين وبين الدولة الفيلبينية، فإن المسلمين استفادوا كثيراً من الأسس الديمقراطية التي قامت عليها الفيلبين، فأسسوا كثيراً من المؤسسات التعليمية والتربوية والدعوية التي مارست أنشطتها دون انقطاع إلى يومنا هذا، مع وجود مضايقات تتباين وفقاً لميول الحكومة القائمة، وانفرجت الأمور أكثر بعد الإطاحة بالدكتاتور ماركوس وفي ظل اتفاقيات السلام رغم هشاشتها وهزال تنفيذها، فقد أصبحت قضيتهم قضية تخضع للشورى في البرلمان ويتداولها الرأي العام، فتتعدد فيها الأراء وتتباين حولها الأفكار، وأقام المسلمون مئات من المؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية، وشهدت مناطقهم نهضة دينية إحيائية ودعوية برزت آثارها في مناطق المسلمين وفي إقبال جيرانهم على اعتناق الإسلام في أعداد متزايدة، فالشعب الفيلبيني طيب الفطرة متدين بطبعه تجذبه بساطة الإسلام، وهم في دول الخليح العربية أكثر الجاليات اعتناقاً للإسلام.
يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ

 

ليست هناك تعليقات:

 
log analyzer